كيف نقرأ القرآن؟ إن القرآن الكريم أريد له أن يكون كتاب علم وعبرة وتربية، فهو يزود القارئ له بالمعارف والعلوم والأحكام ليصلح بها عقله، كما أنه يقدم له الدروس والعبر ليحافظ على توازن مسيرته في الحياة الدنيا، إضافة إلى أنه يسعى لتربيته روحياً، وكل ذلك يمكن أن يتحصل من خلال القراءة الصحيحة للقرآن، وهي يمكن أن تكون بمراعاة الأمور التالية:
1- الإتيان بالمقدمات الفنية، كالوضوء لقول الله تعالى: {لا يمسه إلا المطهرون} ، وتنظيف الفم لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أفواهكم طرق القرآن فطيبوها بالسواك"، والاستعاذة فقد روى الحلبي عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: "قال: سألته عن التعوذ من الشيطان عند كل سورة تفتحها؟ فقال: نعم، فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وذكر أن الرجيم أخبث الشياطين".
2- اعتماد الترتيل أثناء القراءة، لقول الله تعالى :{ورتل القرآن ترتيلا}.. والترتيل هنا بمعنى الوضوح في القراءة مع التأني كما في الرواية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تفسير هذه الآية: "بيّنه تبياناً ولا تنثره نثر الرمل ولا تهذه هذ الشعر".
3- التأمل في الآيات والمعاني، فقد ورد عن الإمام الحسين عليه السلام: "آيات القرآن خزائن العلم فكلما فتحت خزانة فينبغي لك أن تنظر فيها".
4- تحريك القلب بمفاد الآيات والخشوع أثناء القراءة، فقد قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "قفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب"، وقال عليه السلام: "إقرؤا القرآن بالحزن فإنه نزل بالحزن".
إن مراعاة هذه الأمور الفنية يمكن أن يساهم في إيصال القارئ إلى الهدف الأساسي من القراءة، وعلى رأس ذلك التعلم والاعتبار والتربية، فلكل أمر منها أثر خاص في شيء من ذلك.